كيفه … تحتفي بالتمر وتستنهض روح المبادرة / بقلم الاديب والاعلامي ديدي سيد البكاي

 

كيفه أون لاين / في قلب مدينة كيفه العتيقة، حيث الأصالة تلاقي روح التجدد، احتضنت ولاية لعصابة هذا العام النسخة الأحدث من مهرجان التمور الدولي، والذي شكّل محطة بارزة ومضيئة في الرزنامة الثقافية والاقتصادية لموريتانيا.
لقد كان تنظيم هذه النسخة مميزاً بكل المقاييس، حيث أجمعت الوفود المشاركة، من زوار وضيوف ومهتمين، على الإشادة بالمستوى الرفيع للتنظيم، وحسن التسيير، والتنوع الغني للأنشطة المرافقة.

منذ اليوم الأول، تحولت مدينة كيفه إلى قبلة للوافدين من شتى مناطق الوطن، بل ومن خارجه، حيث توافد إليها الأطر، والشعراء، والإعلاميون، والفنانون، ورواد الأعمال، والمزارعون، والمهتمون بالتمور والمنتجات الزراعية المحلية ، عكست هذه الحركة دفقًا اقتصاديًا جديدًا للمدينة، وأحيت روح المبادرة فيها، فازدهرت التجارة، وانتعشت الأسواق، وتفاعلت التعاونيات النسوية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني بشكل غير مسبوق، بفضل المساحات التي أتاحها لهم المهرجان لعرض منتجاتهم والترويج لها.

كان المهرجان أيضًا فضاءً للاعتراف بالكفاءات الوطنية والمؤسسية التي عملت بصمت وجدية من أجل إنجاحه، وفيما يلي لمحة عن أبرز الشخصيات التي كان لها دور محوري في انجاح هذه النسخة الاستثنائية:

1. السيد أحمد سالم ولد العربي الأمين العام لوزارة الزراعة و السيادة الغذائية :

برز السيد أحمد سالم ولد العربي بوصفه أحد أبرز أعمدة هذا النجاح اللافت ، فقد كان حضوره لافتًا في كافة مراحل الإعداد والتحضير، وظهر التزامه التام برؤية تنموية طموحة تهدف إلى جعل التمور قطاعًا حيويًا يُراهن عليه في الدورة الاقتصادية للبلاد ، امتاز السيد الأمين العام بمهنيته العالية، وبقربه من المزارعين والمنتجين المحليين، حيث حرص على الاستماع لانشغالاتهم، والعمل على تمكينهم من أدوات الدعم والتأطير. كما أشاد به الحاضرون لتواضعه وتفاعله الإيجابي، ولسعيه إلى جعل وزارة الزراعة شريكًا حقيقيًا في مسيرة التنمية المحلية المستدامة.

2. السيد أحمدو ولد عداهي ولد اخطيره والي ولاية لعصابة :

كان السيد الوالي أحد الركائز الأساسية في انجاح المهرجان، حيث قاد بتفان وحنكة جهود التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين، وحرص على توفير الأجواء المناسبة لاستقبال الوفود وضمان حسن سير الفعاليات ،أبان عن وعي إداري عميق، وقدرة كبيرة على التسيير الميداني، ما جعل الحاضرين يلمسون نجاعة وفعالية الإدارة الترابية في خدمة التنمية الثقافية والاقتصادية للولاية ، وقد أشاد المواطنون بمستوى انخراطه الفعلي ومتابعته الدقيقة لكل تفاصيل المهرجان.

3. السيد عالي أحمدو الحسين حاكم مقاطعة كيفه :

كان لحاكم مقاطعة كيفه، السيد عالي أحمدو الحسين، دور محوري في الإشراف الميداني، حيث عُرف بدينامكيته العالية وتواصله الدائم مع مختلف الفرق التنظيمية ، أظهر كفاءة مشهودة في تدبير الحشود وتنظيم فضاءات العرض والتظاهرات المصاحبة، وكان في تواصل مستمر مع السلطات الأمنية لضمان الأمن والانسيابية في حركة الزوار ، كما كان له الفضل في تسهيل العديد من الاجراءات الإدارية التي أسهمت في نجاح المهرجان، معززًا بذلك صورة الإدارة المحلية كمحفّز وداعم للتنمية الثقافية.

4. السلطات الإدارية والأمنية في الولاية :

لا يمكن الحديث عن نجاح مهرجان التمور دون الإشادة بالدور الحيوي الذي قامت به السلطات الإدارية والأمنية في الولاية ، فقد بذلت هذه الجهات مجهودًا متكاملًا لضمان الأمن والانضباط، وتأمين الفعاليات، وتنظيم حركة المرور، ومرافقة الوفود من لحظة استقبالهم إلى حين مغادرتهم ، أظهرت هذه الجهات انسجامًا وتنسيقًا محكمًا مع كافة الشركاء، ما عزز أجواء الطمأنينة والراحة التي سادت أيام المهرجان.

ختاما ، امتاز المهرجان، إلى جانب بعده التجاري والزراعي، بإشعاع ثقافي رفيع المستوى، حيث نُظمت أمسيات شعرية وفنية، وجلسات علمية حول اقتصاد النخيل وآفاق تطوير الزراعة ، كما كان مناسبة لعرض تجارب رائدة لتعاونيات محلية، نسوية وشبابية، نالت إعجاب الزوار، وأسهمت في إبراز الوجه المشرق لولاية لعصابة كفضاء للإبداع والمبادرة.

لقد حملت هذه النسخة من مهرجان التمور الدولي رسالة واضحة: أن الثقافة والزراعة يمكن أن تتضافرا لتشكيل رافعة تنموية حقيقية، وأن العمل الجاد، حين يُقترن بالإرادة الصادقة والتخطيط السليم، قادر على تحويل أي مدينة – مهما كانت بعيدة – إلى مركز إشعاع وطني.

وبهذا، اختتم المهرجان فعالياته، ومدينة كيفه تحتفظ بعبق النخيل وصدى الحناجر التي تغنّت بأمجادها، ووعد جديد بأن القادم أجمل، ما دامت الأيادي المؤمنة بالبناء لا تزال على العهد.

زر الذهاب إلى الأعلى