فاطمة بنت محمد السالك … كفاءة وطنية في زمن الحاجة /صفحة آمرجل

كيفه أون لاين / في الأوقات التي تشتد فيها التحديات وتعلو فيها نداءات الإصلاح، تكون الحاجة ملحة إلى الكفاءات الوطنية التي تمتلك من التجربة والمعرفة ما يؤهلها للمساهمة في توجيه دفة البلاد نحو الأفضل. ولكن في المشهد الموريتاني اليوم، نجد مفارقة مؤلمة: تغييب النخبة القادرة، وإقصاء من أثبتوا كفاءتهم وإخلاصهم لهذا الوطن.

فاطمة بنت محمد السالك، الوزيرة السابقة المكلفة بالتقنيات الجديدة، وأستاذة جامعية مرموقة، واحدة من هذه الكفاءات التي غابت عن الساحة في وقت يتطلب حضورها. تحمل هذه السيدة رصيداً علمياً ومهنياً يجعلها في مصافّ القادرين على تقديم الإضافة الحقيقية، لا سيما في مجالات حيوية مثل التعليم والتكنولوجيا وبناء الإنسان.

خلال فترة توليها المسؤولية، تميزت بالحضور الفعّال والانضباط المهني، وكانت من الأصوات التي تدافع عن تحديث الإدارة، وتطوير البنى التحتية الرقمية، ودمج التقنيات الحديثة في العمل الحكومي. ورغم هذا المشوار المشرف، فإنها اليوم خارج دائرة الفعل، بعيداً عن مواقع التأثير.

غياب أمثال فاطمة بنت محمد السالك لا يمكن فهمه إلا في إطار سياسة تُقصي الكفاءة لحساب الولاء، وتقدم الاعتبارات الفئوية والسياسية على معايير الجدارة والخبرة. وهو أمر لا يمكن أن ينتج إلا هشاشة في القرار، وركوداً في الأداء، وخسارة لفرص الإصلاح الحقيقي.

إن الوطن اليوم في أمسّ الحاجة إلى إعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية، وعلى رأسهم شخصيات من طينة الأستاذة فاطمة، ممن يجمعون بين الرؤية والعلم والتجربة. فبناء الدولة لا يتم بالشعارات، بل بالرجال والنساء الذين يملكون القدرة على التغيير والعمل الجاد

زر الذهاب إلى الأعلى